فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله تعالى: {وكم أرسلنا من نبي في الأولين} الآيات تسلية لمحمد عليه السلام، وذكر إسوة له ووعيد لهم وتهديد بأن يصيبهم ما أصاب من هو أشد بطشًا. والأولون: هم الأمم الماضية كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم، والضمير في قوله: {كانوا يستهزئون} ظاهره العموم والمراد به الخصوص فيمن استهزأ، وإلا فقد كان في الأولين من لم يستهزئ، والضمير في: {منهم} عائد على قريش.
وقوله تعالى: {ومضى مثل الأولين} أي سلف أمرهم وسنتهم، وصاروا عبرة عابر الدهر. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {حم والكتاب المبين} تقدّم الكلام فيه.
وقيل: {حم} قسم.
{وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} قسم ثانٍ؛ وللّه أن يقسم بما شاء.
والجواب {إِنَّا جَعَلْنَاهُ}.
وقال ابن الأنباري: من جعل جواب {وَالْكِتَابِ} {حام} كما تقول نزل والله وَجَب والله وقف على {الْكتَابِ الْمُبِينِ}.
ومن جعل جواب القسم {إِنَّا جَعَلْنَاهُ} لم يقف على {الْكِتَابِ الْمُبِينِ}.
ومعنى: {جَعَلْنَاهُ} أي سمّيناه ووصفناه؛ ولذلك تعدّى إلى مفعولين؛ كقوله تعالى: {مَا جَعَلَ الله مِن بَحِيرَةٍ} [المائدة: 103].
وقال السُّدّي: أي أنزلناه قرآنا.
مجاهد: قلناه.
الزجاج وسفيان الثَّوْري: بيّناه.
{عَرَبِيًّا} أي أنزلناه بلسان العرب؛ لأن كل نبيّ أنزل كتابه بلسان قومه؛ قاله سفيان الثوري وغيره.
وقال مقاتل: لأن لسان أهل السماء عربيّ.
وقيل: المراد بالكتاب جميع الكتب المنزلة على الأنبياء؛ لأن الكتاب اسم جنس فكأنه أقسم بجميع ما أنزل من الكتب أنه جعل القرآن عربيًا.
والكناية في قوله: {جَعَلْنَاهُ} ترجع إلى القرآن وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة؛ كقوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القدر} [القدر: 1].
{لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي تفهمون أحكامه ومعانيه.
فعلى هذا القول يكون خاصًا للعرب دون العجم؛ قاله ابن عيسى.
وقال ابن زيد: المعنى لعلكم تتفكرون؛ فعلى هذا يكون خطابًا عامًا للعرب والعجم.
ونعت الكتاب بالمبين لأن الله بيّن فيه أحكامه وفرائضه؛ على ما تقدّم في غير موضع.
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ في أُمِّ الكتاب} يعني القرآن في اللوح المحفوظ {لَدَيْنَا} عندنا {لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} أي رفيع محكم لا يوجد فيه اختلاف ولا تناقض؛ قال الله تعالى: {إِنَّهُ لقرآن كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ} [الواقعة: 77- 78] وقال تعالى: {بَلْ هُوَ قرآن مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} [البروج: 21- 22].
وقال ابن جريج: المراد بقوله تعالى: {وَإِنَّهُ} أي أعمال الخلق من إيمان وكفر وطاعة ومعصية.
{لَعَلِيٌّ} أي رفيع عن أن ينال فيبدّل {حَكِيمٌ} أي محفوظ من نقص أو تغيير.
وقال ابن عباس: أوّل ما خلق الله القلم فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق؛ فالكتاب عنده، ثم قرأ {وَإِنَّهُ في أُمِّ الكتاب لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}.
وكسرَ الهمزةَ من {أم الكتاب} حمزة والكسائي.
وضم الباقون، وقد تقدّم.
قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذكر صَفْحًا} يعني: القرآن؛ عن الضحاك وغيره.
وقيل: المراد بالذكر العذاب؛ أي أفنضرب عنكم العذاب ولا نعاقبكم على إسرافكم وكفركم؛ قاله مجاهد وأبو صالح والسدي، ورواه العَوْفي عن ابن عباس.
وقال ابن عباس: المعنى أفحسبتم أن نصفح عنكم العذاب ولما تفعلوا ما أمرتم به.
وعنه أيضًا أن المعنى أتكذبون بالقرآن ولا تعاقبون.
وقال السدي أيضًا؛ المعنى أفنترككم سُدًى فلا نأمركم ولا ننهاكم.
وقال قتادة: المعنى أفنهلككم ولا نأمركم ولا ننهاكم.
وعنه أيضًا: أفنمسك عن إنزال القرآن من قبل أنكم لا تؤمنون به فلا ننزله عليكم.
وقاله ابن زيد.
قال قتادة: والله لو كان هذا القرآن رفع حين ردّدته أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله ردّده وكرره عليهم برحمته.
وقال الكسائي: أفنطوي عنكم الذكر طَيًّا فلا توعظون ولا تؤمرون.
وقيل: الذكر التذكر؛ فكأنه قال: أنترك تذكيركم لأن كنتم قومًا مسرفين؛ في قراءة من فتح.
ومن كسر جعلها للشرط وما قبلها جوابًا لها؛ لأنها لم تعمل في اللفظ.
ونظيره: {وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الربا إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 278] وقيل: الجواب محذوف دلّ عليه ما تقدّم؛ كما تقول: أنت ظالم إن فعلت.
ومعنى الكسر عند الزجاج الحال؛ لأن في الكلام معنى التقرير والتوبيخ.
ومعنى {صَفْحًا} إعراضًا؛ يقال: صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه.
وقد ضربت عنه صفحًا إذا أعرضت عنه وتركته.
والأصل فيه صفحة العنق؛ يقال: أعرضت عنه أي وليته صفحة عنقي.
قال الشاعر:
صُفوحًا فما تلقاك إلا بخيلَةً ** فمن مَلّ منها ذلك الوصلَ مَلّت

وانتصب {صَفْحًا} على المصدر لأن معنى: {أَفَنَضْرِبُ} أفنصفح.
وقيل: التقدير أفنضرب عنكم الذكر صافحين، كما يقال: جاء فلان مشيًا.
ومعنى: {مُّسْرِفِينَ} مشركين.
واختار أبو عبيدة الفتح في (إن) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وابن عامر، قال: لأن الله تعالى عاتبهم على ما كان منهم، وعلمه قبل ذلك من فعلهم.
قوله تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الأولين} {كَمْ} هنا خبرية والمراد بها التكثير؛ والمعنى ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء.
كما قال: {كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الدخان: 25] أي ما أكثر ما تركوا.
{وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ} أي لم يكن يأتيهم نبي {إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} كاستهزاء قومك بك.
يعزي نبيّه محمدًا صلى الله عليه وسلم ويسلّيه.
{فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا} أي قومًا أشدّ منهم قوّة.
والكناية في {مِنْهُمْ} ترجع إلى المشركين المخاطبين بقوله: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذكر صَفْحًا} فكنّى عنهم بعد أن خاطبهم.
و{أشدّ} نصب على الحال.
وقيل هو مفعول؛ أي فقد أهلكنا أقوى من هؤلاء المشركين في أبدانهم وأتباعهم.
{ومضى مَثَلُ الأولين} أي عقوبتهم؛ عن قتادة وقيل: صفحة الأولين؛ فخبرهم بأنهم أهلكوا على كفرهم؛ حكاه النقاش والمهدوِيّ.
والْمَثَلُ: الوصف والخبر. اهـ.

.قال الألوسي:

{حم} الكلام فيه على نحو ما مر في مفتتح يس.
{والكتاب} أي القرآن والمراد به جميعه، وجوز إرادة جنسه الصادق ببعضه وكله، وقيل: يجوز أن يراد به جنس الكتب المنزلة أو المكتوب في اللوح أو المعنى المصدري وهو الكتابة والخط، وأقسم سبحانه بها لما فيها من عظيم المنافع ولا يخفى ما في ذلك، والأولى على تقدير اسمية {حم} كونه اسمًا للقرآن وأن يراد ذلك أيضًا بالكتاب وهو مقسم به إما ابتداءً أو عطفًا على {حم} على تقدير كونه مجرورًا بإضمار باء القسم على أن مدار العطف المغايرة في العنوان لكن يلزم على هذا حذف حرف الجر وإبقاء عمله كما في:
أشارت كليب بالأكف الأصابع

ومنع أن يقسم بشيئين بحرف واحد لا يلتفت إليه ومناط تكرير القسم المبالغة في تأكيد الجملة القسمية {المبين} أي المبين لمن أنزل عليهم لكونه بلغتهم وعلى أساليب كلامهم على أنه من أبان اللازم أو المبين لطريق الهدى من طريق الضلالة الموضح لأصول ما يحتاج إليه في أبواب الديانة على أنه من أبان المتعدي.
{إِنَّا جعلناه قُرْءانًا عَرَبِيًّا} جواب للقسم، والجعل بمعنى التصيير المعدى لمفعولين لا بمعنى الخلق المعدى لواحد لا لأنه ينافي تعظيم القرآن بل لأنه يأباه ذوق المقام المتكلم فيه لأن الكلام لم يسبق لتأكيد كونه مخلوقًا وما كان إنكارهم متوجهًا عليه بل هو مسوق لإثبات كونه قرآنا عربيًا مفصلًا واردًا على أساليبهم لا يعسر عليهم فهم ما فيه ودرك كونه معجزًا كما يؤذن به قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي لكي تفهموه وتحيطوا بما فيه من النظر الرائق والمعنى الفائق وتقفوا على ما يتضمنه من الشواهد الناطقة بخروجه عن طوق البشر وتعرفوا حق النعمة في ذلك وتنقطع أعذاركم بالكلية والقسم بالقرآن على ذلك من الإيمان الحسنة البديعة لما فيه من رعاية المناسبة والتنبيه على أنه لا شيء أعلى منه فيقسم به ولا أهم من وصفه فيقسم عليه كما قال أبو تمام:
وثناياك إنها اغريض ** ولآل قوم وبرق وميض

بناءً على أن جواب القسم قوله: إنها إغريض، واستدل بالآية على أن القرآن مخلوق وأطالوا الكلام في ذلك، وأجيب بأنه إن دل على المخلوقية فلا يدل على أكثر من مخلوقية الكلام اللفظي ولا نزاع فيها.
وأنت تعلم أن الحنابلة ينازعون في ذلك ولهم عن الاستدلال أجوبة مذكورة في كتبهم، وأخرج ابن مردويه عن طاوس قال: جاء رجل إلى ابن عباس من حضرموت فقال له: يا ابن عباس أخبرني عن القرآن أكلام من كلام الله تعالى أم خلق من خلق الله سبحانه قال: بل كلام من كلام الله تعالى أو ما سمعت الله سبحانه يقول: {وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ المشركين استجارك فَأَجِرْهُ حتى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله} [التوبة: 6] فقال له الرجل: أفرأيت قوله تعالى: {إِنَّا جعلناه قُرْءانًا عَرَبِيًّا} قال: كتبه الله تعالى فيا للوح المحفوظ بالعربية أما سمعت الله تعالى يقول: {بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَّجِيدٌ في لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} [البروج: 21، 22] فتأمل فيه.
{وَإِنَّهُ في أُمّ الكتاب} أي في اللوح المحفوظ على ما ذهب إليه جمع فإنه أم الكتب السماوية أي أصلها لأنها كلها منقولة منه، وقيل: {أُمُّ الكتاب} العلم الأزلي، وقيل: الآيات المحكمات والضمير لـ: {حم} [الزخرف: 1] أو للكتاب بمعنى السورة أي أنها واقعة في الآيات المحكمات التي هي الأم وهو كما ترى.
وقرأ الأخوان {أَمْ} بكسر الهمزة لاتباع الميم أو {الكتاب} فلا تكسر في عدم الوصل {لَدَيْنَا} أي عندنا {لَّعَلّى} رفيع الشأن بين الكتب لإعجازه واشتماله على عظيم الأسرار {حَكِيمٌ} ذو حكمة بالغة أو محكم لا ينسخه غيره أو حاكم على غيره من الكتب وهما خبران لإن، وفي {أُمُّ الكتاب} قيل متعلق بعلى واللام لما فارقت محلها وتغيرت عن أصلها بطلت صدراتها فجاز تقديم ما في حيزها عليها أو حال منه لأنه صفة نكرة تقدمتها أو من ضميره المستتر و{لَدَيْنَا} بدل من {أُمُّ الكتاب} وهما وإن كانا متغايرين بالنظر إلى المعنى متوافقان بالنظر إلى الحاصل أو حال منه أو من الكتاب فإن المضاف في حكم الجزء لصحة سقوطه، ولعل المختار كون الظرفين في موضع الخبر لمبتدأ محذوف والجملة مستأنفة لبيان محل الحكم كأنه قيل بعد بيان اتصافه بما ذكر من الوصفين الجليلين هذا في أم الكتاب ولدينا، ولم يجوزوا كونهما في موضع الخبر لإن لدخول اللام في غيرهما.
وأيًا ما كان فالجملة المؤكدة إما عطف على الجملة المقسم عليها داخلة في حكمها وإما مستأنفة مقررة لعلو شأن القرآن الذي أنبا الإقسام به على منهاج الاعتراض في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 76] وبعد ما بين سبحانه علو شأن القرآن العظيم وحقق جل وعلا أن إنزاله على لغتهم ليعقلوه ويؤمنوا به ويعملوا بموجبه عقب سبحانه ذلك بإنكار أن يكون الأمر بخلافه فقال جل شأنه: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ} الذكر أي أفننحيه ونبعده عنكم على سبيل الاستعارة التمثيلية من قولهم: ضرب الغرائب عن الحوض شبه حال الذكر وتنحيته بحال غرائب الإبل وذودها عن الحوض إذا دخلت مع غيرها عند الورد ثم استعمل ما كان في تلك القصة ههنا، وفيه إشعار باقتضاء الحكمة توجه الذكر إليهم وملازمته لهم كأنه يتهافت عليهم، ولو جعل استعارة في المفرد بجعل التنحية ضربًا جاز ومن ذلك قول طرفة:
أضرب عنك الهموم طارقها ** ضربك بالسيف قونس الفرس

وقول الحجاج في خطبته يهدد أهل العراق: لأضربنكم ضرب غرائب الإبل.
و{الذكر} قيل المراد به القرآن ويروى ذلك عن الضحاك وأبي صالح والكلام على تقدير مضاف أي إنزال الذكر وفيه إقامة الظاهر مقام المضمر تفخيمًا، وقيل: بل وذكر العباد بما فيه صلاحهم فهو بمعنى المصدر حقيقة، وعن ابن عباس ومجاهد ما يقتضيه، والهمزة للإنكار والفاء للعطف على محذوف يقتضيه على أحد الرأيين في مثل هذا التركيب أي أنهملكم فننحى الذكر عنكم، وقال ابن الحاجب: الفاء لبيان أن ما قبلها وهو جعل القرآن عربيًا سبب لما بعدها وهو إنكار أن يضرب سبحانه الذكر عنهم {صَفْحًا} أي إعراضًا، وهو مصدر لنضرب من غير لفظه فإن تنحية الذكر إعراض فنصبه على أنه مفعول مطلق على نهج قعدت جلوسًا كأنه قيل: أفنصفح عنكم صفحًا أو هو منصوب على أنه مفعول له أو حال مؤول بصافحين بمعنى معرضين، وأصل الصفح أن تولي الشيء صفحة عنقك، وقيل: إنه بمعنى الجانب فينتصب على الظرفية أي أفننحيه عنكم جانبًا، ويؤيد قراءة حسان بن عبد الرحمن الضبعي والسميط ابن عمير وشبيل بن عذرة {صَفْحًا} بضم الصاد وحينئذٍ يحتمل أن يكون تخفيف صفح كرسل جمع صفوح بمعنى صافحين، وأبو حيان اختار أن يكون مفردًا بمعنى المفتوح كالسد والسد.
وحكي عن ابن عطية أن انتصاب صفحًا على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة فيكون العامل فيه محذوفًا، ولا يخفى أنه لا يظهر ذلك، وأيًا ما كان فالمراد إنكار أن يكون الأمر خلاف ما ذكر من إنزال كتاب على لغتهم ليفهموه {أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ} أي لأن كنتم منهمكين في الإسراف مصرين عليه على معنى أن الحكمة تقتضي ذكركم وإنزال القرآن عليكم فلا نترك ذلك لأجل أنكم مسرفون لا تلتفتون إليه بل نفعل التفتم أم لا.
وقيل: هو على معنى أن حالكم وإن اقتضى تخليتكم وشأنكم حتى تموتوا على الكفر والضلالة وتبقوا في العذاب الخالد لكننا لسعة رحمتنا لا نفعل ذلك بل نهديكم إلى الحق بإرسال الرسول الأمين وإنزال الكتاب المبين.